إلى الاعتقاد بأن لغة القرآن عربية "نقية" ومن ثم إلى إنكار وجود أية كلمات معارة من لغات أخرى. ولكن عددًا من كبار علماء اللغة مثل أبى عبيد (ت 224 هـ/ 838 م) لم يكفوا عن القول بوجود كلمات دخيلة فى القرآن. وقد حاول الطبرى (ت 3 هـ/ 923 م.) وغيره التوفيق بين المذهبين، فقال إن العناصر الأجنبية المزعومة فى القرآن لا تزيد على كونها كلمات تشترك العربية فيها مع لغات أخرى. أما عبد الرحمن الثعالبى (ت 873 هـ/ 1468 م) فقد أوضح فى كتاب الجواهر (المنشور فى الجزائر عام 1905، الجزء الأول، ص 17) أن هذه الكلمات دخلت اللغة العربية عن طريق اتصال العرب باللغات الأجنبية أثناء أسفارهم وتجارتهم، ولكن هذه الكلمات كان قد اكتمل تعريبها تمامًا فى وقت بعثة النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-. ويبدو أن عددًا من الباحثين قد تحرروا تمامًا من الاعتبارات الدينية فى بحث هذا الموضوع مثل السيوطى (ت 911 هـ/ 1505 م) الذى أبدى اهتمامًا خاصًا بالكلمات الدخيلة فى القرآن، إذ يخصص فصلًا فى كتابه الإتقان للكلمات التى ليست بلغة الحجاز (الجزء الأول - ص 133 - 135) وفصلًا للكلمات التى ليست بلغة العرب. (1435 - 141) وفى دراسة مستقلة (المتوكلى) التى حررها وترجمها وليام ى. بيل (1924 Wm.y. رضي الله عنهell, cairs) يقدم تصنيفا لعدد كبير من الألفاظ باعتبارها كلمات مستعارة من اللغة الإثيوبية والفارسية. واليونانية، والهندية، والسريانية، والعبرية، والنبطية، والقبطية، والتركية، والزنجية، والبربرية. ويبدى جيفرى Jeffery دهشته لقيام السيوطى بتجميع عدد كبير من الكلمات، استنادًا إلى المراجع القديمة من الثقات، وهى "كلمات أصولها العربية واضحة لنا، ولو أنهم كانوا يعتبرونها أجنبية" ويقول إن بعض هذه الكلمات تعتبر فحسب من الكلمات العربية النادرة، والبعض الآخر لا يزيد عن كونه مشتقات يستخدمها القرآن للحفاظ على السجع. وينتهى من ذلك إلى القول بأن العناصر الدخيلة فى ألفاظ القرآن تنقسم إلى ثلاثة أقسام متباعدة. الأول هو الكلمات