وقد تفرد الشيعة دون أهل السنة بخصومتهم القوية للصحابة، للك الخصومة التى وصلت بهم إلى حد التعصب المثير للكراهية، ذلك لأن الشيعة يرون أن الخلفاء الأول اغتصبوا حق علىّ وأهل بيته فى الخلافة بموافقة الصحابة. أما أهل السنة فإنهم إذا ذكروا صحابيًا أو كتبوا عنه، شفعوا اسمه "بالترضية" أى قالوا: رضى الله عنه. وتعنى مصنفات أهل السنة عناية كبرى بذكر فضائل أصحاب النبى أو مناقبهم. وتفرد أكثر كتب الحديث المبوبة فصلا خاصا لذكر المناقب. وقد صنف أيضًا كثير من الكتب التى جمعت أسماء جميع الصحابة مع ذكر سيرهم وبيان الأحاديث المسندة إليهم. وبين هذه المصنفات خلافات كثيرة، وينسب إلى عبد الباقى بن قانع مولى بنى أمية المتوفى فى بغداد عام 351 هـ (962 م) كتاب "معجم الصحابة" (الذهبى: طبقات الحفّاظ، جـ 3، ص 99) وأهم من كتب فى سير الصحابة هو أبو عبد الله بن منده المتوفى عام 395 هـ (1004 - 1005 م)، وأبو نُعيْم الإصفهانى المتوفى عام 435 هـ (1038 - 1039) وأبو عمر ابن عبد البر النَمرى القرطبى المتوفى عام 463 هـ (1070 - 1071 م) وهو صاحب كتاب "الاستيعاب فى معرفة الأصحاب " (طبع فى حيدر آباد عام 1318 هـ فى مجلدين). وقد علق على هذا الكتاب السبكى تعليقات نقدية فى كتابه "طبقات الشافعية" (جـ 6، ص 135) (?)، وابو موسى محمد بن ابى بكر الإصفهانى المتوفى عام 581 هـ (1185 - 1186 م) وقد جمع عز الدين ابن الأثير الجزرى المتوفى عام 630 هـ (1232 - 1233 م) ما ورد فى كتب المتقدمين وعلق عليه وأكمل ما نقص منه ثم نشره فى كتابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015