لم يرد ذكره خلال حكم الخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل، ولكن ما إن تولى على بن أبى طالب الخلافة حتى استعمله واليا على المدينة (36 هـ - 656 م). وفى العام التالى عندما اختلف مع طلحة والزبير والسيدة عائشة ولَّاه على مكة والطائف. ويبدو أنه احتفظ بمنصبه هذا طوال خلافة ابن عمه ليحج بالناس عام 38 هـ/ 659 م (انظر ابن هشام: السيرة، جـ 3 ص 1018، 1020 ترجمة جيلوم Guillaume ص 687 - 688؛ ابن سعد الطبقات جـ 2 ص 2، 7، جـ 4 ص 2، 22، جـ 7 ص 2، 100 الأنساب للبلاذرى، تحقيق حميد اللَّه جـ 1 ص 447، 569، 577 - 588؛ الطبرى: تاريخ، جـ 1 ص 1830، 1833، 3092، 3106، ص 17، 46 محمد بن حبيب، المحبَّر ص 17، 46 ابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس جـ 6 ص 351، إلخ).
بعد ذلك، نال قثم شهرة وإن كانت من خلال الغموض الذى اكتنف موته؛ حيث كان مع الجيش الخراسانى بقيادة سعيد بن عثمان بن عفان أثناء غزوه لبلاد ما وراء النهر فى 56 هـ/ 676 م، ومات شهيدًا (كما يذكر محمد بن حبيب ص 107 والزبيرى فى نسب قريش ص 72) وأما البلاذرى فيذكر فى الفتوح (ص 412) أنه مات أثناء حصار سمرقند فى 57 هـ/ 677 م على حين أغفل الطبرى كل شئ عن موت قثم عند سرده لخبر الحملة. ويؤكد اليعقوبى فى البلدان ص 298، والزشخى فى تأريخ بخارى أنه فى الحقيقة توفى فى مرو.
ومهما كانت حقيقة الأمر، فإن قبر قثم المفترض وجوده فى سمرقند أصبح فيما بعد مسجدًا ومزارًا. ويرجح بارتولد أن هذا المسجد إنما بناه العباسيون -أسرته- عند اعتلائهم السلطة. وتشير الكتابات المنقوشة على المبانى المتأخرة زمنيًا والتى تخلط بينه وبين "أفراسياب" إليه بأنه "شاهى زندا" أى "الأمير الحى" أو "شاهى جوانان" "أمير الغثيان".