حين كان نائب طرسوس. وفى ربيع الآخر 894 (مارس - أبريل 1489 م) حاجب حجاب حلب، حيث أخمد ثورة خطيرة أضرمها أهل البلد فى 896 هـ/ 1491 م، ثم صار نائب ملطية فرأس نوبة النَّوَب، ثم انتهى به الأمر أخيرًا أن يصبح الدوادار الكبير 906 هـ/ 1501 م للعادل طومان باى الذى نصب نفسه سلطانًا فى دمشق. وثبت فى نهاية رمضان عام 906 هـ/ 18 - 19 أبريل 1501 م ثورة ضد العادل فى القاهرة، وأرغم جماعة من الأمراء الغورى على أن يصبح سلطانًا فى غرة شوال 906 هـ/ 20 أبريل 1501 م، وفيما يبدو أن تنصيبه كان المقصود من أن يكون ذريعة مؤقتة، حيث أنه كان قد قارب الستين من عمره ولم يسبق له أن لعب دورًا بارزًا فى سياسات البلاط.
كان موقف الغورى فى بادئ الأمر مزعزعًا فقد كان اثنان من أسلافه لا زالا على قيد الحياة وأتاه التهديد الأكبر من الأمراء المماليك المحنكين المعروفين بالقرانصة، وقد ضعف مركزهم بعد اعتلاء سلطان جديد كان لابد له أن يجمع مماليكه الخاصة، وقد جلب على نفسه. ومنذ الشهر الأول من حكمه، المتاعب على نفسه وصدر أمر العادل بالتوجه إلى صعيد مصر. وواجه والغورى فى ذى الحجة 906 هـ/ يونية - يوليو 1501 م فتنة أضرمها بعض المماليك، إذ راحوا يطالبونه بالمال التقليدى الذى جرت العادة أن يمنحه كل سلطان جديد لهم عند اعتلائه العرش، ثم واجه خطرًا أشدّ عند توليه الحكم من ناحية الأميرين الغوريين اللذين كان يصفان السلاطين أما أحدهما وهو "مصرباى" فقد ألقى القبض عليه يوم 12 محرم سنة 907 هـ (= 28 يوليو 1501 م) ورغم نجاحه فى الهرب ليدبر مؤامرة للإطاحة بالسلطان إلا أنه فشل وقتل يوم 12 رمضان 907 هـ و 21 مارس 1502 م، وأما الآخر فهو قيت الرحبى وكان يشغل منصب كبير وزراء الغورى، إلا أنه تم القبض عليه يوم 16 رجب