الأيوبى قد تولى منصب الوزارة، وفى العام التالى تولى صلاح الدين حكم مصر بعد وفاة آخر الحكام الفاطميين وأصبح القاضى الفاضل يده اليمنى فى الإصلاحات التى قام بها فى الجيش وفى نظام الضرائب. وبعد ذلك صاحب السلطان فى حملاته إلى سوريا، وأقام فى مصر عامى 585 و 586 هـ (1189 و 1190 م) لإدارة الأمور الاقتصادية وإعادة تسليح الجيش والأسطول، ثم عاد إلى سوريا وظل هناك فى صحبة صلاح الدين إلى أن توفى فى 27 صفر 589 (مارس 1193 م)، وعندما عرض الملك الأفضل الذى تولى الحكم فى دمشق بعد صلاح الدين حكمه للخطر نتيجة لتصرفات سفيهة، عاد القاضى الفاضل إلى مصر ليعمل فى خدمة الملك العزيز، وعندما اندلعت الحرب بين الأخوين سعى القاضى الفاضل للصلح بينها مما أدى إلى انتهاء الحرب عام 591 هـ (1195 م)، وبعد ذلك اعتزل الحياة العامة وتوفى فجاة فى 6 أو 7 ربيع الثانى, 596 هـ (26 أو 27 يناير عام 1200 م). وهناك نماذج كثيرة من الوثائق الرسمية التى كتبها القاضى الفاضل بخط يده أثناء توليه ديوان الإنشاء محفوظة، وقد ذكر أبو شامة بعضا منها.

كما ذكر هلج Helbig قائمة كاملة لهذه الوثائق (صفة 67 - 75). وبالإضافة إلى ذلك هناك رسائله إلى أسامة بن منقذ بخصوص كتابه "كتاب العصا" كما حرر أثناء حياته العملية صحيفة رسمية اسمها المتجددات ذكر المقريزى فى خططه مقتطفات كثيرة منها، وهذه المقتطفات لا تضم فقط ملاحظات على خطابات رسمية والرد عليها بل تضم أيضًا تقارير عن الأحداث المهمة فى المملكة والخلع التى كان يخلعها السلطان.

المصادر:

(1) ابن خلكان: وفيات الأعيان طبعة فستنقلد Wustenfeld, رقم 384 و 857.

(2) السبكى، طبقات الشافعية الجزء فى صفحة 255.

(3) المقريزى، الخطط (بولاق 1270) جزء 2 صفحة 366 وما يليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015