(أول سورة فى القرآن الحكيم وأيسرها). ويعنى اسمها أنها (فاتحة القرآن الكريم) ولهذه السورة القصيرة التى هى سبع آيات، عدة سمات خاصة بها، فهى فى أول الكتاب العظيم، بينما كل قصار السور فى آخره، وهى فى صيغة دعاء، وسائر السور فى صيغة نصح وإرشاد، أو لوم وتوبيخ، وتعقب تلاوتها بكلمة "آمين" التى لا تعقب تلاوة سائر السور.
وفى سورة الحجر، الآية 87 تلميح إلى سورة الفاتحة فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (أى سبع آيات) ينبغى أن تكرر دائمًا مثلما يكرر القرآن، وهى مثان، لأنها تثنى فى كل صلاة، وتحتل موقعًا خاصًا مع الإشارة إلى تقسيم القرآن الموحى به وقتذاك.
وفى تلك الفترة، حين نزلت سورة الحجر، وهى سورة مكية، كانت سورة الفاتحة هى الدعاء المحبب إلى جماعة المؤمنين قليلة العدد بعض الشئ.
وقد قيل إن هذه السورة هى أقدم سور القرآن أو واحدة من أقدم سوره. وقد فند نولدكه Noeldeke الرأى القائل أن بها تعبيرات لا توجد فى سور الفترة الأولى، وبخاصة بعض صفات اللَّه عز وجل مثل "الرحمن الرحيم" التى تظهر لأول مرة. ومع ذلك، فإن سورة الفاتحة قديمة نسبيًا، ويجب أن توضع فى نهاية الفترة المكية الأولى. وأول آياتها "الحمد للَّه رب العالمين"، وتتكرر فى آخر سورة الصافات (الآية 182)، والتى تنتمى إلى الفترة الثانية أيضا وتشير كلمات "المغضوب عليهم" أى الذين غضب اللَّه عليهم، و"الضالين" أى الذين يذنبون، فى الآية السابعة من سورة الفاتحة إلى كل من اليهود والنصارى على التوالى [المترجم: لا تجمع التفاسير على ذلك].
والفاتحة جزء لا يتجزأ من صلوات المسلمين الخمس وقراءتها فرض عند الشافعى، بينما يقول أبو حنيفة إنها أمر لازم شرعًا. وقد كتب علماء ورعون كثيرون عن فضائل هذه السورة.
(1) البخارى: اجارة، جـ 16.
(2) تفسير القرآن جـ 1.