الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة، ثم السخاوى الذى تناول أعيان المائة التاسعة. . وهكذا. وبعد ذلك ظهرت الموسوعات الببليوجرافية كموسوعة كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون للتركى حاجى خليفة (المتوفى 1068 هـ/ 1658 م) وأتى بعده محمد على التهانوى الذى ألف سنة 1158 هـ/ 1745 م معجم مصطلحات الفنون. وبعض الكتاب الموسوعيين نحا نحو مزج عدة فروع معرفية فى عمل واحد كالنويرى (المتوفى 732 هـ/ 1332 م) فى كتابه نهاية الأرب وكذلك القلقشندى (المتوفى 821 هـ/ 1418 م) فى كتاب صبح الأعشى.

وفى مجال العلوم غير الدينية كان الإنتاج فى مجال التاريخ هو الأهم والأكثر تأثيرا، فقد حرص السنة على إحياء الكتابة فى مجال التاريخ العام، ومن الكتابات فى هذا المجال المنتظم لابن الجوزى (المتوفى 597 هـ/ 1200 م) واستمر من خلال العمل المهم الكامل لابن الأثير (المتوفى 630 هـ/ 1373 م) وتتابعت الأعمال التاريخية الموسوعية المهمة.

وفى هذه الفترة كثرت الدواوين الشعرية لكن قليلا من الشعراء هم الذين حققوا شهرة كالعراقى صفى الدين الحلّى (المتوفى 749 هـ/ 1349 م) والسورى ابن حجَّة الحموى (المتوفى 837 هـ/ 1434 م) والمصرى بهاء الدين زهير (المتوفى 656 هـ/ 1258 م) وحقق الشعر الدينى فى مدح النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- نجاحا كبيرا خاصة لملك القصيدة المعروفة بالبردة للبوصيرى (المتوفى 694 هـ/ 1296 م).

وبالنسبة للحركة الصوفية وإفرازاتها الأدبية فقد حلت الخوانق والربط والزوايا لدى الصوفية محل المدارس لدى السنة، واتخذت كتاباتهم فى كثير من الأحيان شكل تسجيل لكرامات الأولياء ومناقبهم، وبدءوا فى الابتعاد عن التصوف بشكله الواضح البسيط كما كان يتجلى فى كتابات الغزالى.

وأدى الجمود السريع الذى حاق بمعظم فروع المعرفة بعد الفتح العثمانى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015