وتتفق الروايتان الأولى والثانية فى تفسير كلمة "عبد" الواردة فى الآية الأولى من سورة الإسراء بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويظهر أن هذا صواب (عز وجلer Islam، جـ 6، ص 13، تعليق رقم 6).

وأقر "الإجماع" هذين التفسيرين، ولما ظهر تفسير الأمويين وفق الإجماع بينه وبينهما بأن أعطى لكلمة "إسراء" مدلولا خاصًا هو"الرحلة الليلية إلى بيت المقدس" وإذ فقد "الصعود" مدلوله الأصلى تغير تاريخه وقالوا بحدوثه فى تاريخ متأخر وأصبح من الممكن الجمع بين القصتين كما فعل ذلك ابن إسحاق فى كتاب السيرة (رضي الله عنهevan: كتابه المذكور آنفا ص 54) وهو أقدم كتب السيرة.

وقصة الرحلة الليلية إلى بيت المقدس هى كما يأتى:

كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم نائمًا ذات ليلة بالقرب من الكعبة بمكة (أو فى بيت أم هانئ، عز وجلer Islam. جـ 6، ص 11 وما بعدها) فأيقظه جبريل وأتاه بحيوان ذى جناح يسمى البُرَاق (رضي الله عنهevan: المصدر المذكور آنفا، ص 59، 57، 55؛ عز وجلer Islam جـ 6، ص 12 وما بعدها، وانظر كذلك المصادر المذكورة فى هذه المجلة) ولما اعتلى محمد هذا الحيوان رحل مع جبريل إلى بيت المقدس، وصادفا فى طريقهما عدة قوى مختلفة خيّرة وشريرة (مشكاة المصابيح، طبعة دهلى سنة 1267 هـ، ص 521 وما بعدها؛ البغوى: مصابيح السنة، طبعة القاهرة سنة 1294 هـ، جـ 2، ص 179 وفيه تحشيات للتوفيق) وزارا الخليل وبيت لحم (النسائى: السنن، طبعة القاهرة سنة 1321 هـ، جـ 1، ص 77 وما بعدها؛ النويرى: المخطوط المحفوظ بليدن، رقم 2، ص 93، س 7 - 10) وقابلا فى بيت المقدس إبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام)، وقد وصف البخارى هذه المقابلة (البخارى، طبعة القاهرة سنة 1278 هـ، جـ 2، ص 147). وصلى محمد عليه الصلاة والسلام بهؤلاء الأنبياء وهذا يدل على تقدمه على جميع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015