محمد بن الحسن بن على أبو جعفر، ولد بطوس فى رمضان سنة 384 هـ (995 م). وتلقى دروسه الأولى فى مسقط رأسه، ثم شخص إلى بغداد سنة 408 هـ (1017 م)، وفيها أخذ على الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان البغدادى المتوفى سنة 413 هـ (1022 م). فلما توفى المفيد لزم الطوسى السيد المرتضى (أبو القاسم على بن الحسين المتوفى سنة 436 هـ = 1044 م)، وظل يصحبه ويأخذ عليه حوالى اثنتين وعشرين سنة. ومضى يقيم فى بغداد بعد وفاة السيد المرتضى إثنى عشر عاما. وبذل غاية وسعه فى نشر تعاليم الشيعة. وقد شكاه أعداؤه مرة إلى الخليفة القائم (422 - 467 هـ = 1031 - 1075 م) متهمينه بأنه يكره الخلفاء الثلاثة الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعززوا اتهامهم بشواهد من مؤلفه "كتاب المصباح" ودعى إلى حضرة الخليفة وشرح هذه الشواهد شرحًا أقنع الخليفة بأنه لا يقصد أى تجريح لعقائد أهل السنة، ومن ثم لم تفرض عليه أية عقوبة. على أن الجمهور ازداد سخطه عنفا فأحرقت داره آخر الأمر حتى غدت رمادًا سنة 488 هـ (1056 م). وغادر الطوسى بغداد فى هذه السنة وانتقل إلى النجف حيث قضى بقية عمره، ويعد الطوسى أكبر فقهاء الشيعة، واشتهر عامة بشيخ الطريقة، ويقال الشيخ وحسب. وتوفى فى رواية معظم أصحاب كتب التراجم فى النجف سنة 460 هـ (1067 م) أو سنة 458 هـ (1065 م) فى قول بعض الروايات. ويعد كتابان من كتبه وهما: "تهذيب الأحكام" و"الاستبصار" من "الكتب الأربعة" التى يوقرها الشيعة أعظم التوقير. وللطوسى عدة مصنفات أورد قائمة بها فى مؤلفه: "فهرست كتب الشيعة" (رضي الله عنهibliotheca hidica ص 285).
ومن أشهر كتبه ما يلى: -
(1) "كتاب تهذيب الأحكام" فى الحديث على مذهب الشيعة، وقد طبع على الحجر بطهران فى مجلدين.
(2) "كتاب الاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار" وهو أيضا فى الحديث