ففى السور المكية ورد ذكر الصوم، كما تقدم القول، فى سورة مريم، الآية 26: صوت (?) يأمر مريم (عليها السلام) أن تقول {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}. ويجوز أن الصوم هنا ليس معناه سوى "الصوم" [بمعنى الإمساك عن الطعام والشراب]؛ لأن الإمساك عن الكلام باعتباره صومًا نصرانيا (انظر أفراهاط، طبعة Parisot فى patrol. Syriaca، مجلد 1, ص 97) يجوز أنه كان معروفا لمحمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] لكن محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] لم يكن على كل حال عارفًا بالتفصيلات لأنه لم يأمر بصوم يوم عاشوراء إلا بعد الهجرة لما رأى اليهود يصومونه (?)، وفى العام الثانى للهجرة،