الخليفة عثمان إبان حصاره فى بيته بالمدينة (عام 35 للهجرة). وقد عثر عليه بدوى من قبيلة جهينة ووجد معه فى عهد معاوية. وأعيد السيف إلى صاحبه الأول وظل ينتقل من فرد إلى آخر من أسرة بنى العاص إلى أن باعه واحد منهم هو أيوب بن أبى أيوب حفيد ابن سعيد. للخليفة المهدى (158 - 169 للهجرة) نظير ثمانين ألف درهم أو نحوها ومن ثم احتفظ بالصمصامة أثرا نفيسا بين كنوز العباسيين واستمرت شهرته فى الازدياد. وقد تغنى بمدحه شعراء مثل أبى الهول الحميرى (الجاحظ: حياة الحيوان، جـ 5، ص 30) وسلم الخاسر.
ونحن نعلم من مصادر مختلفة بوجوده فى خلافة الهادى (169 - 170 هـ) وهارون الرشيد (170 - 193) والواثق (227 - 232 هـ) والمتوكل (232 - 247 هـ) ثم لم نسمع له أى ذكر بعد. وقلما يوثق بصحة الحكايات التى تروى عن جودة هذا السيف المشهور إبان وجوده فى أيدى هؤلاء الخلفاء. ولعل أقرب أوصاف هذا السيف إلى الحقيقة هو ما ذكره الطبرى (جـ 3، ص 1348, س 4 - 8) فى سياق قصة استخدم الواثق لهذا السيف حين قتل بيده أحمد بن نصر الخزاعى (231 هـ) الذى اتهم بالتآمر على الخليفة وقوله بأن القرآن غير مخلوق خلافًا للرأى الذى قال به المأمون: "كان صفيحة موصولة من أسفلها ومسمورة بثلاثة مسامير تجمع بين الصفيحة والصلة". وواضح من هذه أن الصمصامة المشهور لم يكن له آية قيمة إلا عراقته فى القدم.
أما من حيث الاسم الصمصامة، فهو مجرد كنية تشير إلى جودة النصل مثل "مصمم" الذى له نفس هذا المعنى. وكثيرا ما يستعمل الصمصامة اسم نكرة كما جاء فى شعر الفرزدق (النقائض ص 384، س 4) وعمرو بن معدى كرب نفسه (حماسة البحترى، ص 83، طبعة شيخو، رقم 237) وفى أمالى القالى (جـ 3، ص 154، س 10) وكذلك مسلم بن الوليد (طبعة ده غوى جـ 6، ص 18) فى بيت شعر ظنه شوارزلوس Schwarzlose خطأ (انظر المصادر) أنه يشير إلى سيف عمرو