جرءته فى الأفعال (?). وقد روعته النهاية المحزنة التى انتهت إليها محاكمة صديقه الحلاج فأنكر أمره أمام الوزير، ويقال إنه عابه من تحت الخشبة التى صلب عليها. ثم سار الشبلى فى ظاهر حياته سيرة غريبة الأطوار من حيث الأقوال والأفعال، ويجوز أن يكون ذلك عن قصد وحيلة (بسبب وخز الضمير أو رغبة فى تفادى اضطهاد متوقع) ويجوز أن يكون عن غير وعى (بسبب زهد جاوز الحد) مما أدى إلى اعتقاله حينا فى مستشفى المجانين ببغداد. وكان هناك يحب الكلام فى التصوف أمام زوار من كبار الناس.
ولم يخلف الشبلى مؤلفات، لكن أقواله أو "إشاراته" موجودة بين المجموعات المأثورة الحاوية للشطحات كما توجد أيضا حكاية أطواره الغريبة وضروب أفعاله المضحكة أو المضرة بالصحة التى كان يريد بها قدع النفس وتحطيم كبريائها مكل الاكتحال بالملح لكى يعتاد السهر ولا يأخذه النوم.
والشأن الذى ينسب للشبلى فى الحكايات التى نسجت حول الحلاج مهم جدا، فالظاهر أنه كان يعظم الحلاج فى السر بعد أن أنكر عليه ذلك فى العلن.
أما آراؤه فهى من حيث العقيدة آراء الجنيد، وكان فى الفقه على مذهب مالك، ولذلك لم يتعرض لأذى أثناء حياته، وهو بعد مماته قد عد من أهل السنة، والجماعة عند الفقهاء الذين كانوا فى العادة شديدى العداوة للتصوف. والشبلى من حيث مكانه فى السلسلة القديمة لسالكى الطريق هو حلقة الوصل بين الجنيد والنصر آباذى (?) وقد كان النصر آباذى فى الحقيقة تلميذا له.