وأصيب سيف الدولة فى السنة التالية بشلل فى يده وقدمه، إلا أنه واصل القتال بالرغم من ذلك وألحق الهزيمة بالروم وخاصة بجوار حلب، وكانوا قد عادوا إليها سنة 353؛ ورأس فى سنة 355 اجتماعا هاما عقد لتبادل الأسرى على ضفاف الفرات، وتوفى فى حلب سنة 356 من عسر البول، وجئ بجثمانه إلى مَيَّافارقين ودفن فى مقبرة أمه خارج المدينة، وكان قد جمع من نفض الغبار الذى يجتمع عليه فى غزواته شيئًا وعمله لبنة وأوصى أن يوضع خده عليها فى لحده فنفذت وصيته.
وكان سيف الدولة رجلًا صلب الرأى لا يقبل النصح إلا قليلا، على أنه كان شجاعًا كريمًا فصيحا، كما كان شاعرا مثل بقية أفراد أسرته؛ وقد روى أبو المحاسن وابن خلكان قصيدة صغيرة رقيقة قالها فى قوس قزح، تفصح بجلاء عن موهبته؛ وكان يحيط نفسه بالشعراء والعلماء، وأشهرهم الشاعر المتشكك المتنبى، مداحه، ثم مداح كافور من بعده. وكان من جلسائه أيضًا الفارابى ذلك الفيلسوف والموسيقى العظيم الذى توفى وهو يصحبه فى رحلة إلى دمشق؛ وقد أهدى إليه صاحب الأغانى نسخة هذا الكتاب الجليل التى كتبها بخطه.
المؤرخون وبخاصة:
(1) أبو الفداء، طبعة Reiske-صلى الله عليه وسلمdler, جـ 2، ص 492 وما بعدها.
(2) ابن خلكان، طبعة de Slane, ص 507 وما بعدها.
(3) أبو المحاسن، طبعة Juynboll, جـ 2.
(4) يوحنا الإنطاكى، الذى أكمل كتاب يوتيخيوس صلى الله عليه وسلمutychius، طبعة L. Cheikho, رضي الله عنه. Carra de Vaux & H. Zayyat فى Scriptorum Christianorum Corpus Orientalium، باريس 1909.
(5) Hist, d'صلى الله عليه وسلمlep. de Kamlal عز وجلin: صلى الله عليه وسلم. رضي الله عنهlochet ترجمة باريس 1909.
(6) Gesch. der Hamdaniden,: Freytag فى Z.عز وجل.M.G جـ 10 و 11.
(7) Mutenebbi und Seifuddaula: عز وجلieterici, ليبسك 1847.
صبحى [كارا ده فو Carra de V aux]