المطالبة بالمنصب وفضل أن يعيش عيشة سواد الناس، وكان بين الحين والحين يضع معارفه تحت تصرف الأقيال الصغار الشأن فى مملكة سنغاى الجنوبية كاتبا ومؤدبا. على أنه حدث فى سنة 1056 هـ (1646 م) أن استدعاه محمد بن محمد بن عثمان باشا تمبكتو ليكون وزير خارجيته، ويبدو أنه شغل هذا المنصب فى عهد خلفائه أيضًا حتى أدركته المنية. وقد أكره على مرافقة الباشا فى عدة رحلات فوسع مداركه عن شمالى مملكة سنغاى وجنوبيها، ولم يكن يعرف عنهما شيئا من قبل، ثم استقر رأيه على أن يكتب تاريخا لوطنه سماه "تاريخ السودان" واستهله ببيان التاريخ القديم لقبائل السنغاى ومالى والطوارق ولبلدتى جنة وتمبكتو. وقد استطاع بارث رضي الله عنهarth سنة 1853/ 54 أن ينقل بعض الشواهد من النصف الأصغر من هذا التاريخ فى تمبكتو، ونشر رالفس G. Ralfs هذه الشواهد فى ترجمة وردت فى مجلة Zعز وجلMG (جـ 9، ص 518 وما بعدها). وقد ضمن هذه الشواهد الكثير من الانحرافات السلالية، بوصفها من العادات، وكان بارث قد حذف هذه الانحرافات. وتناول فى الفصل العاشر علماء تمبكتو تناولا سريعا، وجعله أشبه بذيل لكتاب أحمد بابا "ذيل الديباج"، أما التاريخ نفسه فيبدأ بإقامة على السنى الخارجى الحكم الإسلامى فى القرن التاسع الهجرى (الخامس عشر الميلادى)، ثم يصف حكم أسرة أسكيا السنية وغزو أهل مراكش للبلاد، وسلطانهم عليها حتى وافت المنية مؤلف الكتاب، ويتخلل أسلوبه الكثير من الألفاظ العامية، وهو معيب أيضًا فى بعض النواحى الأخرى. وقد ذكر المؤلف نفسه أنه فرغ من تأليف مصنفه يوم الاثنين 5 ذى الحجة سنة 1063 هـ (28 أكتوبر سنة 1653)، وأضاف فى اليوم التالى إلى مصنفه ثبتا بأسماء عمال الدولة جعله ذيلا له، وفصل الحوادث فى ذيل آخر حتى 16 جمادى الأولى سنة 1066 هـ (14 مارس سنة 1656)، ويبدو أنه توفى بعد ذلك بقليل. وجاء كاتب مجهول ولد فى تمبكتو سنة 1164 هـ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015