وفى العام الرابع من الهجرة طلقها زيد وتزوج منها النبى. وقد نزل الوحى بما بدد شكوك النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فى زواجه هذا. (سورة الأحزاب، الآية 36 - 39). وكان مهر زينب أربعمائة درهم. وكانت فخورة بالظروف التى أحاطت بزواجها، كما أنها كانت تردد القول بأن محمدا -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوج أزواجه من آبائهم وإخوتهم، أما زواجها به فكان بوحى من اللَّه، ويقال إن آيات الحجاب (سورة الأحزاب، الآية 53) نزلت فى مناسبة عرس زينب، كما يقال إن سورة التحريم نزلت فى زينب وغيرة زوجات النبى الأخريات منها. وكانت زينب صديقة لعائشة، وأحب أزواج النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- إليه بعد عائشة وقد صحبته فى غزوة خيبر، واشتهرت بجودها، وثمة حديث بأن أكرم زوجات النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- هى وأسبقهن فى اللحاق به فى الجنة، والحديث يشير إلى ذلك، وقد أخذت زينب 12 ألف درهم من عمر عام 20 للهجرة، ولكنها لم تترك شيئًا، ذلك أنها تصدقت بكل ما فى يدها على الفقراء.
وكانت زينب فى نحو الخامسة والثلاثين عندما تزوجت محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتوفيت وهى فى حدود الخمسين من عمرها سنة 20 أو 21 للهجرة.
وقد هولت الدعاية المسيحية فى حادث شغف الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بزوجة متبناه (انظر Refutation صلى الله عليه وسلمlcoroni: Marracci ص 562). وقد تناول المحدثون من كتاب السير المسلمين والمفسرون إظهار هذا الحادث فى شرح لائق، مثال ذلك محمد عبده فى "تفسير الفاتحة ومشكلة القرآن" القاهرة سنة 1330 هـ، فى الفصل المعنون "توضيح مسألة زيد وزينب"؛ ومولانا محمد على فى كتابه "محمد الرسول" لاهور سنة 1924، ص 249 - 250.
(1) ابن سعد، طبعة Sachau جـ 8، ص 71 - 82.
(2) صلى الله عليه وسلمnnali dell' Islam: Caetani حوادث السنة الأولى للهجرة، فقرة 15، رقم 25؛ حوادث سنة 5 هـ، فقرة 20 - 27؛ حوادث سنة 8، فقرة 15، رقم 2؛ حوادث سنة 20، فقرة 139، رقم 8؛ حوادث سنة 20، فقرة 267، 298, 400 - 406.