السعى إلى تفسير بعض آيات من التوراة لم تعرف على وجهها الصحيح. فقد كان محمد [- صلى الله عليه وسلم -] يعلم أن داود قتل جالوت (القرآن، سورة البقرة، الآية 250 وما بعدها) (?) وأن الله آتاه الزبور. والزبور سفر من الأسفار الأربعة التي عرفها محمد [- صلى الله عليه وسلم -] من التوراة. وقد آتى الله داود وسليمان الحكمة (سورة البقرة، الآية 252 (?) سورة النمل، الآية 15) (?)، وقد حكم النبيان؛ في قضية واحدة حكما مأثورًا في شأن الضرر الذي ألحقته غنم بحرث. ويقول المفسرون إن سليمان أظهر حكمته في هذه القضية على الرغم من أن سنه كانت إذ ذاك لا تتجاوز الحادية عشرة، ذلك أنه أصلح الحكم الذي حكم به أبوه. وقد وردت في آية أخرى قضية خصمين دخلا على داود متظاهرين بأنهما يسألانه أن يحكم بينهما بالحق، والواقع أنهما جاءا ليعرضا بخطيئته (سورة ص، الآيات 20 - 25) (?). وقد جاء في الآية 16 (?) من سورة ص ذكر توبة داود. ويعد هذا النبي الملك مبدع الدروع، وكانت من قبل صفائح. والظاهر أن الحديد قد لان بين يده (سورة الأنبياء، الآية 80؛ سورة سبأ، الآية 10) وقد أوتى داود نعمة الصوت الطيب، فكانت الجبال والطير يسبحن معه (سورة الأنبياء، الآية 79؛ سورة سبأ الآية 10؛ سورة ص، الآيتان 17 - 18) (?). ومن الواضح أن ذلك ليس إلا تفسيرا حرفيا لآيات التوراة التي يدعو فيها صاحب المزامير الجبال ووحش الفلاة إلى تسبيح الرب معه. ثم إننا نتبين من الجمع بين الآية 82 (?) من سورة المائدة والآية 61 (?) من سورة البقرة أن داود قد عاقب الخارجين على سنن بنى إسرائيل يوم السبت بمسخهم قردة.

وقد توسع المفسرون كثيرًا في الإشارات القصيرة التي وردت في القرآن عن داود. وتتفق هذه الإشارات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015