النبي [- صلى الله عليه وسلم -]، وليس من المحتمل كذلك أن الصلوات على اختلافها كانت قد تحددت تحديًدا دقيقا منذ البداية (?)، ذلك أن الحديث قد احتفظ بأوصاف تبين أن خطبة النبي [- صلى الله عليه وسلم -] لم تكن لها علاقة كبيرة بالخطبة المنظمة في العصور التالية، فقد أورد أبو داود (كتاب الديات، باب 13) "أن النبي [- صلى الله عليه وسلم -] بعث أبا جهم بن حذيفة [إلى بني الليث] مصدِّقا (?) فلاجه (?) رجل في صدقته، فضربه أبو جهم فشجه، فأتوا النبي [- صلى الله عليه وسلم -] فقالوا القود يا رسول الله فقال النبي [- صلى الله عليه وسلم -] لكم كذا وكذا فلم يرضوا، فقال لكم كذا وكذا فلم يرضوا، فقال لكم كذا وكذا فرضوا، فقال النبي [- صلى الله عليه وسلم -] إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم، فقالوا نعم، فخطب رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] فقال إن هؤلاء الليثيين أتونى يريدون القود فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم، قالوا لا، فهم المهاجرون بهم فأمرهم رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] أن يكفوا عنهم فكفوا، ثم دعاهم فزادهم فقال أرضيتم فقالوا نعم فقال إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم، فقالوا نعم. فخطب رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] فقال أرضيتم، قالوا نعم". ومن الواضح أن مثل هذه الخطبة يعد نموذجا لخطب أمراء العرب الأولين في رعاياهم، ويتعذر القول بأن لها صلة بالخطبة الدينية، أضف إلى ذلك أنه ليس من اليسير التفريق بين أنواع الخطب كما قد يتضح ذلك من الأحاديث الآتية (?)، ففي حديث عن أبي سعيد الخدري "أن النبي [- صلى الله عليه وسلم -] كان يبدأ يوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015