على بيت الشاعر ذي الرمة (لسان العرب جـ 13، ص 206 (?) الذي يتجه في صلاته ناحية الغرب، وهي غير وجهة النصارى. أما بيت الهذلى (?) لسان العرب جـ 6، ص 133 الذي يشير إلى مقام الحنيف للعبادة فلا غناء فيه، على أننا قد نعلق أهمية أكبر على بعض أبيات ورد فيها لفظ "تحنف" بمعنى إقامة الشعائر، وهو المعنى الذي ذكرناه آنفًا، وأحد هذه الأبيات لشاعر جاهلي هو جران العود من بنى نمير من قبيلة هوازن بنجد (لسان العرب جـ 10، ص 404 (?): وانظر خزانة الأدب جـ 4، ص 198 (?) وفيه يذكر "العابد المتحنف" الذي يقيم صلاته، وهو لا يقصد بذلك إلا الناسك العربي، ولا شك أن جريرًا (النقائض جـ 2، ص 595) (?) كان يفكر في رجل مثل هذا عندما تحدث عن إحدى القبائل بأن أهلها تحالفوا على الخزى والعار كما تحالف النصارى مع دين من يتحنف. وقد تدفعنا القصائد المنسوبة إلى بعض معاصرى النبي [- صلى الله عليه وسلم -] خطوة جوهرية إلى الأمام إذا كانت صحتها ثابتة ولو بعض الشئ، ولكن الواقع يخالف ذلك للأسف.
ويصدق هذا بصفة خاصة على الأبيات المنحولة لقيس بن الأسلت، وهو خصم للنبي [- صلى الله عليه وسلم -] من الأوس، وفيها يدعو إلى "دين حنيف" (ابن هشام، ص 180) (?) ويوازن بين هذه الديانة الفطرية وبين النصرانية واليهودية (المصدر السابق، ص 293) (?). أما قصيدة أمية بن أبي