عشر الميلادى)، مسلحين عامة بقسى عَقَّارَة شديدة الفتك يمنعون بها المحاصرين من الظهور في المزاغل ليرموا بالسهام القائمين على شق الأنفاق.

وحتى يتمكن قائد جيش الحصار من الإشراف على مجرى القتال خصص له مكان للمراقبة (مرَقْبة، ديدبان، أو "شراع" في القليل النادر).

أما التفصيلات الدقيقة لعمليات الحصار نفسها فنادرة. ولكن ثمة فقرات هامة عن حصار بُبَشْتر في سنة 475 هـ (1065 م، ابن عذارى: البيان المغرب، جـ 3، طبعة ليفي بروفنسال، ص 227) وعن حصار سرقسطة سنة 512 هـ (1118 م، روض القرطاس، ترجمة رضي الله عنهeaumier, ص 233, طبعة الرباط، جـ 2، ص 88). وعن الحصارين اللذين ضربهما الموحدون على قفصة (ابن عذارى، فصل عن الموحدين، طبعة Huici، سنة 1963، ص 165 - 168؛ Hesperis, ص 25، سنة 1941، ص 45، 62) وعن الحصارين اللذين ضربهما على تلمسان المرينيون (ابن خلدون: العبر، جـ 7، ص 94، 221، 257، ترجمة عز وجلe salne، جـ 3، ص 373؛ جـ 4، ص 143، 221) وعن حصار المّرِيَّة سنة 709 هـ (1309 م، العبر، جـ 7، ص 249؛ الترجمة، جـ 4، ص 204).

وفعل عبد المؤمن الموحدى فعلًا خارقًا سنة 450 هـ (1146 م) لإزالة جزء من حصون مدينة فاس، فقد بنى خزانًا فوق النهر الذى يقطعها فلما تراكم قدر كاف من الماء هدم الخزان فاكتسح السيل هذه الحصون (ليفى بروفنسال في - عز وجلocuments inedits d'his toire almohade، ص 164 تعليق (1).

وكانت بعض الحصارات تمتد عدة سنوات: فقد ضرب السلطان المرينى يوسف بن يعقوب الحصار على تلمسان ثمانى سنوات وثلاثة أشهر، ولم يفك هذا الحصار إلا بعد اغتياله الذى أدى إلى تفكك جيشه. والحق أن السور المحيط بأى مدينة كان لا يحمى مبانيها وحسب، بل كان يحمى أيضًا أراض شاسعة مكشوفة تصلح للزراعة والرعى. وثمة بعض تفصيلات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015