ولما انقضت سنة 907 هـ (1502 م) أصبحت آذربيجان أهم معاقل الصفويين ومحشد صفوفهم، وكانوا هم أنفسهم من أهل أردبيل يتحدثون فى الأصل لهجة إيرانية محلية وكان العثمانيون فى هذه الأثناء، أى ما بين سنتى 1514 و 1603 م، يحتلون تبريز كثيرا هى وغيرها من أجزاء الولاية، واستعاد الشاه عباس سيطرة الفرس، بيد أن العثمانيين عادوا، أثناء الفتح الأفغانى (1135 - 1142 هـ = 1722 - 1728 م) إلى احتلال آذربيجان وغيرها من ولايات فارس الغربية، حتى طردهم نادر شاه.
وفى مستهل حكم كريم خان زند، انتقض آزاد خان الأفغانى فى آذربيجان، واستطاع الكرد الدُّمْبَلى أصحاب خوى وغيرهم من زعماء القبائل أن يسودوها على شتى أنحاء آذربيجان.
ولما بزغ نجم القاجار أصبحت آذربيجان المقر المأثور لأولياء العهد، وفى الشمال استقر الحد النهائى بينها وبين روسيا (بمحاذاة نهر الرّس) سنة 1828 م (معاهدة تركمان جاى). ولم يتحدد الحد الغربى بينها وبين تركية إلا سنة 1914 م، وتنازلت فارس لتركية فى عهد رضا شاه عن منطقة صغيرة شمالى جبل أرارات. وكان لممثلى آذربيجان شأن فعال فى الثورة الفارسية بعد سنة 1905 م. وفى الثالث من أبريل سنة 1908 م قدم الجنود الروس إلى آذربيجان، بالاتفاق مع بريطانيا العظمى، ، لحماية الجاليات الأجنبية فى تبريز، ولكنهم أطالوا إقامتهم فيها متذرعين بأعذار شتى، وقاتلوا الترك ما بين عامى 1914، 1917 م قتالا تراوحت نتائجه، ثم جلوا عن آذربيجان بعد وقوع الثورة الروسية سنة 1917 م، ووصل الترك فى الثامن من يونية وأقاموا فى تبريز حكومة مشايعة لهم. وبدت حوالى ذلك الوقت الآثار الأولى للوعى الآذربيجانى، واستعيدت السيطرة الفارسية فى 5