معاجم جغرافية، ولعل هذا لم يكن يتأتى إلا بذلك الحشد الحاشد من الكتب الجغرافية التي كانت قد ظهرت بالفعل قبيل ذلك العصر، وتلك التقاليد الجغرافية التي كانت قائمة في الشام. ومن كتب ياقوت الهامة الأخرى: "كتاب المشترك وضعًا والمختلف صَقْعًا" الذي صنفه سنة 623 هـ (1226 م).

(هـ) أخبار الرحلات:

وقد اغتنت المعرفة العربية بالجغرافيا الإقليمية والوصفية إلى حد كبير بفضل صدور كتب رحلات بالعربية على نطاق واسع. ونذكر- علاوة على الحوافز المألوفة إلى الرحلة، كالحج إلى مكة أو الغيرة الدينية على نشر الدين امتداد المؤثرات السياسية والدينية الإسلامية، وخاصة في المشرق، مما أدى إلى فتح آفاق جديدة في الرحلة للمسلمين وازدياد فرص العيش أمامهم.

ونذكر من أخبار الرحلات الهامة كتاب المازنى المتوفى سنة 564 هـ (1169 م)؛ وكتاب "الرحلة" لابن خبَير المتوفى سنة 614 هـ (1217 م)؛ و "تاريخ المستنصر" الذي كتبه ابن المجاور حوالي سنة 627 هـ (1230 م)؛ ثم رحلات البتانى المتوفى سنة 636 هـ (1239 م). والعَبْدرَى المتوفى سنة 688 هـ (1289 م)؛ والطَيِّبى المتوفى عام 698 هـ (1299 م)؛ والتيجانى المتوفى سنة 708 هـ (1308 م) وغيرهم وفي حين أن هذه الرحلات لها أهمية كبرى بالنسبة للشرق الأوسط وشمالى إفريقية وأجزاء من أوربا لأنها تزودنا بمعلومات معاصرة مهمة في كثير من الأحيان، فإن كتاب ابن بطوطة المتوفى عام 779 هـ (1377 م) المعروف باسم "تحفة النُظار" يظل أهم كتاب كتب بالعربية في القرون الوسطى عن بلاد الهند وجنوبى شرق آسيا وغير ذلك من بلاد آسيا وشمالى افريقية.

(و) الكتب البحرية

في هذا العصر الذي نحن بصدده اقتصرت جهود العرب البحرية على البحر المتوسط وبحر العرب. أما في البحر المتوسط فإن الأساطيل العربية، بمعنى العبارة الأوسع، لم تستطع أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015