مصنف الترمذي -بصفة خاصة- بابان كبيران هما باب المناقب وباب تفسير القرآن لا نجد لهما ضريبًا في كتب السنن الثلاثة الأخرى (يطلق هذا الاسم "السنن" أحيانًا على المجاميع الأربعة في الأحاديث النبوية لأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة) وتكثر في جامع الترمذي الأحاديث المشايعة لعلى، وفيه أيضًا أحاديث أخرى تشيد بمدح أبي بكر وعمر وعثمان: ويمتاز كتابه بخصيصتين: الأولى ملاحظاته النقدية على رجال الإسناد، والثانية تبيينه مواضع الخلاف بين المذاهب عقب كل حديث، ويعتبر جامع الترمذي من هذه الناحية أقدم مصنف وصل إلينا عن أوجه الخلاف، والإشارات التي كتبها الشافعي عن هذا الموضوع في كتاب الأم ليست كاملة وقلما يوثق بصحتها (5).

ونقل كولدتسيهر (- Muhamm: Gold ziner stud, ج 2، ص 252، تعليق رقم 1) عن "التقريب" أن مخطوطات جامع الترمذي قد اختلفت في إثبات رأيه في الإسناد (صحيح، حسن، غريب، حسن صحيح، حسن غريب، صحيح غريب) .. ولم يذكر الترمذي تفسيرًا للأسس التي اتخذها لتمييز الأحاديث بعضها من بعض، ويستهل جامع الترمذي باستقصاء السند إلى آخر من أخذ عنه، وفي خاتمته صيغة ثناء موجزة.

المصادر:

(1) السمعانى: كتاب الأنساب، مجموعة كب التذكارية، ج 20، ص 106

(2) الذهبي: طبقات الحفاظ، طبعة فستنفلد، ج 2، ص 57، رقم 3.

(3) الكاتب نفسه: ميزان الاعتدال، القاهرة سنة 1325 هـ، ج 3, ص 117, رقم 1021.

(4) ابن خلكان: وفيات الأعيان، طبعة فستنفلد، رقم 624.

(5) ابن حجر العسقلانى: تهذيب التهذيب، حيدر آباد سنة 1326 هـ, ج 9، ص 387 - 789, رقم 236.

(6) الكاتب نفسه: تقريب التهذيب، طبعة حجرية في دلهى ليس عليها تاريخ، ص 230.

(7) ابن خطيب الدهشة: تحفة ذوي الأرب، طبعة مان T, Mann ص 143.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015