(على المسلمين فقط). وفي عام 1879 افتتحت أخيرًا المستشفى التي بناها مدحت (الزوراء، عدد رقم 810). وفي عام 1902 أقيم جسر جديد من القوارب، اتساعه يكفى لمرور العربات، وبه مقهى على الجانب الجنوبي (الآلوسى، ص 25؛ , Handbook، حـ 2، ص 374). وأرسلت بغداد ثلاثة نواب يمثلونها في المجلس النيابى العثمانى (العزاوى، حـ 8، ص 165). وشيد ناظم باشا عام 1910 سدًا يحيط بشرقى بغداد لحمايته من الفيضان (العزاوى، حـ 8، ص 200 - 201). وكان ناظم باشا آخر الولاة الأقوياء.

ولقد كان الوالى يرأس الإدارة، ويعاونه مجلس، يتألف حوالي نصفه من أعضاء منتخبين، ويعين الباقون (بحكم وظائفهم). وكان بين الأعضاء المنتخبين اثنان من غير المسلمين، . ويعاون الوالى قائم مقام (الزوراء، عدد رقم 1369؛ سالنامه سنة 1292 هـ). وكانت بين الوظائف الهامة مديرية المعارف ومديرية الطابو، ومكتب التسجيل والمحاكم المدنية (سالنامه، سنة 1300 هـ ص 82 - 96). وكانت بغداد، حتى عام 1861، قصبة الإيالات الثلاث: الموصل والبصرة وبغداد. وانفصلت الموصل عام 1861، والبصرة عام 1884، وأصبحت بغداد قصبة المتصرفلقيات الثلاث (Chiha: Province، ص 85).

وترك الطاعون والفيضان عام 1831 آثارا مروعة في بغداد. وأضحت معظم المنازل في شرقي بغداد أطلالا خربة، وثلثا الأرض الفضاء المحصورة داخل الأسوار خالية، بينما كان معظم حي الكرخ خرابًا بلقعًا، وكان في الأسوار القائمة على كلا الجانبين فجوات كبيرة نفذ منها الفيضان، وكانت المدينة في حالة يرثى لها إذا قورنت بما كانت عليه أيام داود باش (Travels: Frazer، جـ 1، ص 269, 233 - 234 , 252).

ولاحظ سوثكيت Southgate (سنة 1847) أن المدينة أخذت تفيق ببطء من هول الكارثة، وقدر عدد السكان بأربعين ألف نسمة، ولكنه رأى المدارس مهملة ولا تنفق مخصصاتها على الوجه الرشيد (Narrative: Southgate، مجلدان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015