والأمن وشجع التجارة. وخلفه على باشا عام 1175 هـ (1762 م) وتلاه عمر باشا عام 1177 هـ (1764 م؛ تأريخ جودت، الطبعة الثانية، جـ 1، ص 339 - 340) واعتمدت بومباى عام 1766 إقامة دار للمعتمد البريطانى في بغداد (Gazetteer، جـ 1، ص 1225). وتفشى طاعون وبيل في بغداد عام 1186 هـ (1772 م) واستمر ستة شهور، وهلك آلاف وهاجر آخرون وتوقفت الأعمال التجارية (Gazetteer. جـ 1، ص 324).

وقد أدى استتباب الأمن إلى أن تصبح بغداد مركزًا تجاريًا عظيمًا. وقد كتب شاهد عيان سنة 1774 يقول: "هذه هي السوق الكبرى لمنتجات الهند وبلاد فارس والآستانة وحلب ودمشق؛ وصفوة القول إنها المستودع العظيم للشرق" (Gazetteer، جـ 1، ص 1233). وأدى الشقاق بين المماليك وضعف قيادتهم إلى قيام عهد انتشرت فيه الفتن والمنازعات القبلية وإلى غزو البصرة على يد الفرس. وانتهى هذا العهد عندما أصبح سليمان باشا الكبير واليًا (1193 هـ = 1779 م) وجمع بين بغداد وشهرزور، والبصرة وكبح جماح القبائل واستتب السلام وانتعشت قوة المماليك (تاريخ جودت، جـ 2، ص 146، 157، 158؛ الصوفى: تاريخ المماليك، ص 19 وما بعدها، ص 54 وما بعدها؛ س. فائق: تاريخ المماليك، ورقة رقم 16 - 17).

ورمم سليمان باشا أسوار شرقي بغداد، وشيد سورًا حول الكرخ وأحاطه بخندق. وأعاد بناء السراى، وبنى مدرسة السليمانية، وجدد مسجد القيلانية والفضل والخلفاء. وعلاوة على هذا فإنه بنى سور السَرّاجين. وشرع مولاه (الكخيا) في بناء مسجد الأحمدية (جامع الميدان) ليكمله شقيق الكخيا (عثمان بن سند [الطبعة المختصرة]، ص 70 - 73، 76 - 77). وشهد آخر عام من حياته (1802) طاعونًا يتفشى في بغداد (Gazetteer. جـ 1، ص 1285؛ ياسين أفندى العمرى: غرائب الأثر، ص 64). وألغى كوجوك سليمان (عام 1808) عقوبة الإعدام إلا إذا حكمت بها المحاكم الشرعية. ومنع مصادرة الأموال وألغى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015