نشاطًا كبيرًا في هذا العهد فنهبوا الحوانيت وسطوا على البيوت بالليل، بل إن مدرسة المستنصرية سرقت مرتين (ابن الفوطى، ص 378، 254، 260، 262).

وكانت الحكومة أضعف من أن تستطيع حفظ النظام. وتكرر حدوث الفيضان مما يدل على ضعف الحكومة وإهمال الري. وفي عام 641 هـ (1243 م) وصلت مياه الفيضان إلى النظامية والأراضى المجاورة لها وخربت بعض الأحياء. وأحدق الفيضان بشرقى بغداد عام 646 هـ (1248 م) وهدمت مياهه جزءًا من السور ونفذت إلى أجنحة الحريم. وغمرت مياه الفيضان أيضًا الرصافة وسقط الكثير من بيوتها. وأغرق غربي بغداد وسقطت معظم المنازل اللهم إلا في جانب من باب البصرة والكرخ. وانهارت البيوت الواقعة على النهر ودخلت مياه الفيضان إلى بغداد عام 651 هـ (1253 م) ثم دخلت مرة أخرى عام 653 هـ (1255 م) وهنالك انهار عدد كبير من المنازل وأتلف الزرع. وحدث أسوء فيضان عام 654 هـ (1256 م) عندما أحدقت مياه الفيضان بكلا الجانبين ووصلت إلى داخل الأسواق في شرقي بغداد ودار الخلافة والنظامية (ابن الفوطى ص 186 - 187، 267، 229، 233، 277، 304، 317، 319). وهكذا تحالفت الطبيعة والإنسان على اضمحلال بغداد.

وغزا المغول بغداد بعد عامين. واستسلم الخليفة المستعصم يوم 4 صفر عام 656 هـ (10 فبراير عام 1258 م) بلا قيد ولا شرط. وظل السيف يعمل في رقاب أهلها بلا تمييز ما يربو على أسبوع. وشاركتهم في هذا المصير المحزن أعداد كبيرة من أهالى الريف الذين تقاطروا إلى بغداد قبل الحصار. ويتراوح عدد من قتلوا بين 800.000 ومليونى نسمة، وأخذ عدد القتلى يرتفع بمضى الزمن (الفخرى، ص 130؛ ابن الفوطى، ص 281؛ الذهبي: دول الإسلام، جـ 2، ص 121؛ ابن كثير: البداية والنهاية، جـ 13، ص 202). ويقول الرحالة الصينى تشأنغ ته سنة (1259 م) إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015