تراجع عن ذلك سنة 1199 هـ/ 1785 م.
وفى سنة (1206 هـ - 1792 م) توفى محمد بن عبد الوهاب وهو فى التاسعة والثمانين من عمره، وفى الأعوام التى تلت وفاته من 1792 م إلى 1795 م انتشرت دعوته شرقًا فتم اخضاع بنى خالد فى الاحساء بل وكان السلفيون (الوهابيون) حتى قبل حلول عام 1790 م قادرين على شن غارات على مراعى المنتفق وغيرها من القبائل على الحدود العراقية. ووصلت التقارير للباب العالى عن هذا الخط الجديد الصادر من شبه الجزيرة العربية فصدرت التعليمات لباشا بغداد بالتعامل مع هذا الخط السلفى (الوهابى). وفى سنة 1797 م جمع ثوينى زعيم المنتفق قوة لمواجهة السلفيين (الوهابيين) لكن عبدًا أسود اغتاله فى الشباك فى أول يوليو سنة 1797 م فتشتَّتت القوات التى كان قد جمعها. وفى هذه الأثناء كان شريف مكة غالب قد أزمع على مهاجمة السلفيين من الغرب لكن هجماته لم تحرز نجاحًا كبيرًا. وفى 1798 م تم تنظيم حملة جديدة فى بغداد لقمع السلفيين (الوهابيين) لكن ثبت أنها كانت بغير جدوى، وفى العام التالى وقع الطرفان المتصارعان اتفاقية سلام فى بغداد، لكنها كانت اتفاقية غير مجدية فقد استمرت غارات القبائل السلفية حتى أنها تمكنت سنة 1801 م من غزو كرباوء ذاتها وذبحت عددًا من سكانها (وفقا لنظرة السلفيين بأن اللائذين بالأولياء -بغير اللَّه- من المشركين).
وفى سنة 1218 هـ/ 1803 م اغتال شيعى من كربلاء الإمام عبد العزيز، فخلفه ابنه سعود دون معارضة، وخرجت من بغداد عدة حملات لقمع الوهابيين (السلفيين) لكنها فشلت كسابقاتها فاطمأن سعود إلى أنه يمكنه تجديد الحملات على الحجاز فاستولى على المدينة المنورة سنة 1804 م، وعلى مكة المكرمة فى فبراير 1806 م وعلى جدة بعد ذلك. وفى الأعوام التالية كانت الغارات السلفية قد تخطت حدود شبه الجزيرة العربية فهاجم السلفيون النجف ودمشق، وفى سنة 1811 م كانت