مشهورون بالرماية وأنهم يبزون غيرهم جميعا ممن يعيشون فى تلك البلاد، ومعروفون أيضا بالشجاعة، ولم يستطع الوهابيون أن يتغلبوا عليهم إلّا بعد أن أخفوا منهم ما ينيف على ثلاثمائة رجل. ولقد كانت أحسن مدن هذيل وقراهم هى الواقعة فى الجبال غربى الطائف، وقد استقر بنو هذيل فى حى المعابدة المكى، كما أن بنى لحيان أقاموا فى الحدّاء وبَحْرة، وهما محطتان رئيسيتان على الطريق الواصل من مكة إلى جدة.

ولما كان الرحالة "دوتى" قادما فى الطريق القديم من الطائف إلى جدّة قابل جماعة من هذيل فذكر أن جلودهم سوداء لامعة، وعيونهم مستديرة، كذلك صادف الرحالة "فيلبى" رجالًا من هذه القبيلة فى نفس الطريق يعيشون حياة قاسية، فصاروا يربون النحل والأغنام ويقومون بشئ من الزراعة على السفوح ويربون أيضًا الحمل القوية التى قد تتسلق المنحدرات الصعبة كأنها الماعز.

ولا يزال إلى اليوم ما كان من تقسيم هذيل إلى قسمين: هذيل الشام وهذيل اليمن، وربما كان أهم مركز لهم هو واحة "الزِّيمة" الواقعة عند الناحية يترك عندها الطريق القديم القادم من الطائف وادى اليمينى لينحدر جنوبا وغربا إلى مكة، وإن كانت الواحة آيلة للاندثار نظرا لوجود طريق جديد مختصر ومعبّد يصل إلى مكة وقوم هذيل مرتبطون بالقرابة والصداقة بجماعة الحجادلة الذين تقع أرضهم قرب جنوبى جدة ومركزهم "السعدية" ويَلَمْلَم هى ميقات الحجاج القادمين برا وهى فى أقليم الحجادلة.

المصادر:

(1) ابن الكلبى كتاب الأصنام.

(2) الأزرقى: أخبار مكة.

(3) ابن حزم: جمهرة أنساب العرب.

أما عن شعراء هذيل فراجع المصادر التى ذكرها بروكلمان فى 1/ 42

(4) السكرى: شرح أشعار الهذليين

بدرية الدخاخنى [ج. رنتز G. Rente]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015