وولده أبى المعالى إمام الحرمين، مما أدى إلى وضع العديد من كتب التراجم والسير.
وذكر الجغرافيون العرب أن نيسابور كانت مقسمة إلى اثنى عشر حيًا وأن بها قلعة ومسجدًا كبيرًا، وسوقا عاما يسمى سوق "المعسكر" وقصر الحاكم، وميدان الحسينين والسجن. ويصل عدد أهم الشوارع التجارية فيها إلى خمسين شارعًا، تباع فيها كافة أنواع البضائع والسلع وكانت نيسابور تعد من أخصب المدن فى إقليم خراسان.
وبعد تلك الفترة، عانت المدينة العديد من التغيرات والتقلبات. ففى عام 301 هـ حدثت مجاعة كبرى أودت بحياة الكثيرين فى نيسابور.
وفى بداية القرن الخامس الهجرى، كانت نيسابور مركزا لحركة الكرامين بزعامة أبى بكر محمد بن اسحاق. واحتل طغرل السلجوقى المدينة وجعلها عاصمة لبلاده وفى عام 583 هـ استولى تكش خوارزم شاه على نيسابور وأعطاها إقطاعا إلى ابنه الأكبر مالك شاه. وفى ختام 589 هـ أصبح قطب الدين محمد حاكما لنيسابور وانتزع بعدها مدينة مرو من يد غياث الدين وأخيه شهاب الدين. وابتليت المدينة أيضا -إلى جانب الحروب والثورات- بالزلازل مرارًا، حتى أن سكانها نزحوا إلى السهول أسفل المدينة.
وفى 618 هـ، قام المغول بقيادة جانكيزخان بنهب المدينة عن آخرها. وبرغم ما أحدثه المغول من خراب ودمار أدى إلى انقضاء أيام العز والرخاء فى نيسابور، إلا أنها سرعان ما نهضت من تلك الغمة. وازدهرت المدينة ازدهارا كبيرا فى القرن الثامن الهجرى حتى أن ابن بطوطة أطلق عليها آنذاك اسم "دمشق الصغيرة" لخصوبتها ووفرة إنتاجها. كما أثنى على مدارسها وطلابها.
وتدريجيًا، بدأت نيسابور تفقد أهميتها حتى عصر نهضتها فى أواخر القرن التاسع عشر. إلا أنها كانت لا تزال تنعم بخصوبة أراضيها