محدقاً على المدينة.
وكان يهود خيبر حرضوا على غزو المدينة، وجمعوا الأحزاب في غزوة الخندق، سار إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وحاصرهم، حتى استسلموا، فصالحهم على شطر ثمرها وزرعها، قالت عائشة: " لما فتحت خيبر، قلنا: الآن نشبع من التمر "، بعد الغزوة أهدت زينت بنت الحارث اليهودية للرسول شاةً مسمومة، فأشعره الله بذلك فكف عنها، وأكل منها بشر بن البراء، فمات فقتلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قصاصاً، كان ذلك في محرم سنة 7 هـ.
ثم أخضع يهود وادي القرى على شطر نخيلهم. وقبل الفدية من يهود فدك ويهود تيماء وعدهم ذميين.
بعد خيبر أصبح المسلمون أكبر قوة في جزيرة العرب، كما انكسرت بذلك شوكة اليهود، وإن كانت لم تزل نهائياً.
* * *
رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الوقت أصبح مناسباً لذلك، فاليهود انتهوا، وقريش في هدنة معه، والأعراب لا بد من غزو ديارهم باستمرار، فكتب الكتب، وأرسل الرسل إلى:
- هرقل إمبراطور الروم، والمقوقس حاكم مصر، وقد خافا على ملكهما منه.
- المنذر بن ساوي حاكم البحرين، النجاشي ملك الحبشة، الحارث الحميري حاكم اليمن، وملكي عمان جيفر وعياد ابنا جلندي، وهؤلاء دخلوا في الإسلام.
- الحارث بن أبي شمر ملك الغساسنة بالشام، وقد قتل رسول رسول الله وسب