وكانت هذه الدويلات ضعيفة ومتفرقة ومتناحرة، ولم يتوان بعضهم عن أن يستنجد بملوك الفرنجة ضد إخوانه المسلمين. ودام أمرهم قرابة مائة سنة استطاع في أواخرها ملوك الأسبان أن يجمعوا كلمتهم، فأخذوا يبتلعون هذه الإمارات، حتى بلغوا أشبيليه (أكبر الممالك الإسلامية بالأندلس)، فطلب حاكمها المعتمد بن عباد النجدة من يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين في المغرب، ولما حذره بعض أتباعه من ذلك قال قولته المشهورة: " لأن أكون سائق جمال في صحراء أفريقية خير من أن أرعى الخنازير في قشتاله " وهو موقف عظيم منه نسجله بالإجلال لهذا الملك العظيم الذي عمل لخير بلاده. ولم تشغله نفسه، فقدم يوسف، وهزم النصارى، ومحا ملوك الطوائف ووحد الأندلس، فأصبحت جزءًا من دولة المرابطين (?).
* * *
448 - 541 هـ/1056 - 1147 م:-
وهم بربر أبناء صحراء من قبيلة لمتونة وهي فرع من صنهاجة، سموا بالمرابطين لأنهم تتلمذوا على يد عبد الله بن ياسين في الرباط الذي أنشأه للدرس والعبادة في صحراء المغرب. وكانوا يعرفون (بالملثمين) أيضًا. تولى أبو بكر بن عمر اللمتوني تنظيمهم والجهاد بهم، ففتح السوس والصامدة، وكان معه في الجيش ابن عمه يوسف بن تاشفين الذي ارتفع شأنه، فاضطر أبو بكر أن يتنازل له عن السلطة.