من حين أسلم إلى أن تُوفي، وهاجر معه وكان صاحبه في الغار أثناء الهجرة {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وشهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها، وثبت يوم أحد وحنين، وقد فرَّ الناسُ، وكان من أشجع الناس، يثبت في المعارك، ولا يحيد خطوة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، يدافع ويذود عنه، وكان كريماً، أنفق معظم ماله في سبيل الله، وهو المقصود بقوله تعالى {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - " ما نفعني مالٌ قط ما نفعني مال أبي بكر ".
في غزوة تبوك تصدَّق بكل ماله لتجهيز الجيش، وكانت راية المسلمين في يده في هذه الغزوة، أسلم على يده عدد كبير من كبار الصحابة، منهم عثمان بن عفان، والزيير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وقد اشترى وأعتق عددا من المعذبين منهم بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزنيرة وغيرهم، بعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أميراً على الحج في عام 9 هـ/630 م. وعندما مرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - مرض الموت، قال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس ".
بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، شعر الأنصار، وهم أهل المدينة، أنهم بحاجة إلى اختيار خليفة يتولى شؤون المدينة، وأمر المسلمين، وإلا تعرضت المدينة للتهديد، وقد ظنوا أن المهاجرين ربما يعودون إلى موطنهم مكة، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وتشاوروا بينهم، واتفقوا على اختيار سعد بن عبادة، فبايعوه بالخلافة. علم المهاجرون، فجاء أبو بكر وعمر والزبير وغيرهم، فخطب أبو بكر ومما قاله: إن العرب لا تعرف هذا