وكانت إذا اشتدَّ عليها المرض فبلغ منتهاه في الألَمِ تقول: ((الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله ... )) ولا نُحصِي تكرار حمدها لله، فذكَّرتْني بحمدها المتكرِّر لله بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ الله)) (?).
وذكَّرتني أيضاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه (قال: ((قَالَ الله (: إِنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ)) (?). ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((بمنزلة كل خير)): أي: في منزلةٍ يستحقُّ فيها كلَّ خير.
وكُنَّا إذا سألناها عن حالها وهي على سريرها في المستشفى في أشدِّ المرض، فقلنا: كيف حالك يا أمي؟ فتقول: ((الحمد لله)).
والله أسأل أن يجعل لها أوفر الحظِّ والنّصيب من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة: في نفسه، وماله، وولده حتى يلقَى الله وما عليه خطيئة)) (?).
وخرجت أياماً من المستشفى في عام 1427هـ بعد رمضان، وفي 1/ 1/1428هـ كلَّفت على نفسها، فصامت سبعة وعشرين يوماً قضاءً