قد رُبِّيت على التوحيد، والرغبة فيما عند اللَّه، والدار الآخرة، ودُعِمَت بقوة السلطان والسيف، والسنان، والحجة والبرهان، وقُوة البيان.
وحينئذ أصبح صاحب الدعوة لا يخشى إلا اللَّه وحده سبحانه.
علم الشيخ أن الناس لا يصلحهم ولا يردهم إلى الحق الواضح والتوحيد الخالص إلا كتاب اللَّه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (?)، وتيقن أن اللَّه سينصره إن هو قام بذلك: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} (?).
(أ) جعل القواعد الأربع التي قرر بها توحيد العبادة (توحيد الألوهية)، فبين أن اللَّه - تعالى - خلق الجن والإنس ليعبدوه وحده، والعبادة لا تُسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تُسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشركُ في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة، ثم أوضح ذلك بهذه القواعد:
القاعدة الأولى: العلم بأن الكفار الذين قاتلهم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -