وصدقه مع اللَّه، ولهذا تاب على يديه هذا الجم الغفير، جعله اللَّه في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللَّه بقلب سليم، وهذا ما يطمع فيه الداعية المخلص.
ومن مواقفه الحكيمة ما فعله في السجون من أعمال حكيمة جبارة، وجهود مشكورة مسددة، نفع اللَّه بها الناس، وأنقذهم بها من الضلال إلى الهدى.
ومن هذه المواقف الحكيمة ما يأتي:
(أ) عندما سجن في سجن القُضاة بمصر، في الثامن عشر من شوال سنة 707هـأخذ يعلم السجناء ويرشدهم ويعظهم بالأساليب الحكيمة، فهدى اللَّه على يديه خلقاً كثيراً، وقد كانت تأتيه الفتاوى المشكلة فيكتب عليها بما يُحيّر العقول من الكتاب والسنة.
(ب) وسجن في الإسكندرية في أول يوم من ربيع الأول سنة 709هـفنزل بها ببرج متسع، فوجد بها منكرات عظيمة، فنفع اللَّه به أهل الإسكندرية، فقد بيّن لهم الحق وحذرهم من البدع والمنكرات.
(ج) وسجن في قلعة دمشق مرات، وآخر ذلك في ستة عشر من شوال سنة 726هـففرح بذلك وقال: أنا كنت منتظراً لذلك، وهذا فيه خير كثير ومصلحة كبيرة، وأقبل في هذه المدة على التلاوة وتصنيف الكتب، والرد على المخالفين، وكتب في مسألة زيارة