ومن مواقفه في رفع وإزالة هذا البلاء الواقع ما يلي:
عندما علم شيخ الإسلام أنه لا يزيل هذه الظلمات إلا نور علم الكتاب والسنة، بدأ بطلب العلم النافع، فتعلم وتفقه، وهذا مما يدل على حكمته؛ لأنه لا حكيم إلا بالعلم النافع، وفاقد الشيء لا يُعطيه.
بعد أن تسلح بسلاح علم الكتاب والسنة بدأ يبث النور بنشر العلم في هذا المجتمع المعتم، ويؤسس أركاناً من تلاميذه حتى يستفيد الناس، وكان يحضر المحافل ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يُحار منه أعيان البلد في العلم والمواقف الحكيمة في دعوته إلى اللَّه.
لم يقتصر الشيخ تقي الدين على طلب العلم النافع وتعليمه الناس، وترسيخ العقيدة في أذهانهم، وحثهم على الجهاد في سبيل اللَّه تعالى، بل قد قام بتطبيق ما يدعو إليه، ويرغب في ثوابه من الجهاد في سبيل اللَّه - تعالى - فقد هجم التتار على دمشق، وكانت حينئذ ولاية تابعة لسلطان المماليك في مصر، فجهز السلطان جيشاً ليرد التتار عن بلاد الشام، فكانت الوقعة بين الجيش وقوات (قازان) في 27 ربيع الأول 699هـ، ولكن كانت الغلبة لجيش التتار، وعادت