فقال السلطان أيوب: يا سيدي! أنا ما عملته هذا من زمان أبي. فقال العزُّ: أنت من الذين يقولون: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} (?)، فرسم السلطان بإبطال تلك الخانة ومنع بيع الخمور. ورجع العزُّ منتصراً، مسروراً؛ لتغيير هذا المنكر، وقال له بعض تلاميذه (الباجي): يا سيدي كيف الحال؟ فقال العز بن عبد السلام: يا بني رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه؛ لئلا تكبر عليه نفسه فتؤذيه. فقال له: يا سيدي؟ أما خفته؟ فقال: واللَّه يا بني لقد استحضرت هيبة اللَّه – تعالى – فصار السلطان قدَّامي كالقط (?)!
اللَّه أكبر، ما أحكم هذا الموقف! الذي بسببه أُزيلت أم المنكرات، وأم الخبائث، مع ما أُزيل معها من المنكرات الأخرى، وانتشار الخير بين الناس.
فرحم اللَّه العز بن عبد السلام، وجزاه اللَّه خيراً، ورفع درجته.