مخلوق فقد كفر باللَّه. فقالوا: يا أمير المؤمنين كَفَرَ وكفَّرنا.

فقال بعضهم: أليس قال اللَّه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (?) , والقرآن أليس شيئاً؟ فقال أحمد: قال اللَّه: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} (?)، فدمرت كل شيء إلا ما أراد اللَّه.

قال أحمد: فكان يتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين، هو واللَّه ضالّ مُضِلٌّ مبتدع، فيقول المعتصم: كلموه، ناظروه، فيكلمني هذا فأرد عليه، ويكلمني هذا فأرد عليه، فإذا انقطعوا قال المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين أعطوني شيئاً من كتاب اللَّه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقول به. فيقول أحمد بن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلا بهذا وهذا؟ (?) فقال أحمد: وهل يقوم الإسلام إلا بهما؟ وجرت مناظرات طويلة.

قال أحمد: لقد احتجوا عليَّ بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه، أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعته، وجعلوا يرغون، يقول الخصم كذا وكذا، فاحتججت عليهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015