أَرْسِل الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ" فغضب الأنصاري، وقال: أن كان ابن عمتك يا رسول اللَّه، فتلون، وجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِس الْمَاءَ حَتَّى يَبْلُغَ الجُدُرَ" قال الزبير: فواللَّه لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (?).
هذا حديث صحيح.
أخرجه البخاري عن عبد اللَّه بن يوسف.
وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة.
وأخرجه مسلم أيضا وابن ماجه عن محمد بن رمح.
وأخرجه أبو داود عن أبي الوليد.
وأخرجه ابن حبان عن أبي خليفة.
فوقع لنا موافقة عالية للمذكورين وبدلا عاليا في غير الطريق الأولى.
قال الترمذي بعد تخريجه: سمعت محمدا يقول يعني البخاري: قد روى ابن وهب عن يونس والليث عن الزهري نحو هذا، ورواه شعيب عن الزهري فلم يذكر عبد اللَّه بن الزبير.
قلت: اختلف فيه على الزهري فمنهم من جوده، جعله من رواية عروة، عن أخيه، عن أبيهما الزبير، وهذه أحدى الروايتين عن ابن وهب (?).
ومنهم من لم يقل فيه عن الزبير، جعله من مسند عبد اللَّه بن الزبير، وهذه رواية الليث التي بدأت بها، ووافقه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عند أبي جعفر الطبري (?).