أخبرني أبو عبد اللَّه محمد بن محمد بن محمد بن السلعوس الدمشقي بها، أنا عبد اللَّه بن الحسين الأنصاري، أنا إسماعيل بن أحمد العراقي، عن شهدة الكاتبة، أن حسين بن أحمد أخبرهم، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو جعفر الرزاز، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو بكر بن عياش، نا عاصم هو ابن بهدله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ فَإنْ عَادَ ثَلاثَةً فاقْتُلوُهْ".
هذا حديث حسن، لكن في إسناده شذوذ.
أخرجه الترمذي عن أبي كريب محمد بن العلاء عن أبي بكر بن عياش (?).
فوقع لنا بدلا عاليا.
لكن قال في سنده: عن معاوية بدل أبي هريرة.
قال الدارقطني: أخطأ فيه أحمد بن عبد الجبار، والمحفوظ ما قال أبو كريب.
قلت: قد ضعف أحمد جماعة، وهو في الأصل صدوق، لكن له أوهام، وهذا منها، وكأنه سلك الجادة، لأن أبا صالح مشهور بالرواية عن أبي هريرة، وقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة، لكن المحفوظ في هذا عن عاصم عن معاوية، كذلك أخرجه أبو داود من رواية أبان بن يزيد العطار عنه ووافقه الثوري وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة عن عاصم. وقد أخرجه أحمد والنسائي وعلقه الترمذي من رواية معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وصححه الحاكم من هذا الوجه، وعندهم فيه قال معمر: فذكرته لمحمد بن المنكدر، فقال: قد ترك هذا قد جيء بابن النعيمان إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد شرب فجلده ثلاثًا، ثم جيء به في الرابعة فجلده ولم يزد (?).