عبد العزيز بن محمد -هو الدراوردي-، نا شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالأسواف -ومعه بلال، فدلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن فقال: "يَا بِلَالُ ائذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ" فدخل فجلس عن يمين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ودلى رجليه وكشف عن فخذيه، ثم جاء عمر فاستأذن فقال: "يَا بلَالُ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرهُ بالجَنَّةِ" فدخل فجلس عن يسار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ودلَى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه، ثم جاء عثمان فاستأذن فقال: "يَا بلَالُ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ على بَلْوًى تُصيبُهُ" فدخل فجلس قبالتهم ودلى رجليه وكشف عن فخذيه (?).
وبه قال الطبراني: لم يروه عن شريك بن عبد اللَّه بهذا الإسناد إلا الدراوردي، تفرد به أبو مصعب.
قلت: المحفوظ بهذا الإسناد ما أخرجه الشيخان من طريق سليمان بن بلال ومحمد بن جعفر بن أبي كثير كلاهما عن شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب عن أبي موسى الأشعري (?).
وسليمان ومحمد بن جعفر كل منهما أحفظ من الدراوردي، فكيف إذا اتفقا، لكن اختلاف السياق يشير بأنهما واقعتان، فيقوى أن لشريك فيه إسنادين، وذلك أن في حديث أبي موسى أن القصة كانت في بئر أريس وأنه هو كان المستأذن وفيه كشف الساقين، وفي هذا أن القصة كانت بالأسواف، وأن المستأذن كان بلالا، وفيها كشف الفخذين.
والأسواف بفتح الهمزة وسكون المهملة وآخره فاء مكان بالبقيع به بئر