وأما الاستقبال فمثله بعضهم بحديث أبي أيوب "لَا تَستْقَبِلُوا القِبْلَةِ وَلَا تَسْتَدْبروُهَا" (?)، وبحديث ابن عمر أنه رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة (?)، وهما في الصحيحين.
وفي التمثيل به نظر؛ لأنه في استدبار لا في الإستقبال، وبأنه ليس فيه تصريح بتراخيه عن حديث أبي أيوب، والوافي بالمقصود هنا حديث جابر.
قرأت على العماد أبي بكر بن العز الفرضي بصالحية دمشق، عن أبي عبد اللَّه بن أبي الهيجاء إجازة إن لم يكن سماعا، أنا الحافظ أبو علي البكري، أنا أبو روح بن البزاز، أنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو سعيد الكنجرودي، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل، نا جدي أبو بكر بن خزيمة، بنا بندار، نا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي، نا محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنهما قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، فرأيته قبل أن يموت بعام يستقبلها (?).
هذا حديث حسن.
أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه الثلاثة عن بندار (?).
فوقع لنا موافقة عالية، ورواته ثقات، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم (?). وحكى الترمذي عن البخاري أنه صححه، ومع ذلك فقال الترمذي: حسن غريب، وذلك لمكان ابن إسحاق، فإنه إمام في المغازي، وأما في غيرها فمختلف فيه، وحديثه مع ذلك لا ينزل عن درجة