وأخبرني أبو اليسر أحمد بن عبد اللَّه الأنصاري، أنا أحمد بن علي الجزري، أنا المبارك بن محمد في كتابه، أنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن نجا، أنا الحسن بن علي بن البسري، أنا عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا العباس بن عبد اللَّه الترفقي، قالا: ثنا يحيى بن يعلي بن الحارث، ثنا أبي، ثنا غيلان -هو ابن جرير-. ثنا علقمة مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه طهرني، قال: "وَيْحكَ ارجِعْ فَاسْتَغْفِر اللَّه وَتُبْ إِليْهِ" قال: فرجع غير بعيد، فقال: يا رسول اللَّه طهرني. قال: "وَيْحكَ ارْجعْ فَاسْتَغْفر اللَّه وَتُبْ إِليْهِ" حتى فعل ذلك أربع مرات، فقال: "مِمَّ أُطَهرُكَ؟ " قَالَ: من الزنا، فقال: "أبهِ جُنونٌ؟ " قالوا: ما به من جنون، قال: "أَشرَبَ خَمْرًا؟ " قال: فقام رجل فاستنكهه، فلم يجد منه ريح الخمر، قال: "أثَيبٌ أَنْتَ؟ " قال: نعم، فأمر به فرجم، فكان الناس فيه فرقتين، فقائل يقول: لقد هلك ماعز على أسوأ عمله، لقد أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، أن جاء إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -، فقال: اقتلني بالحجارة، قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، فجاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "اسْتَغْفِروُا لمَاعِزْ بِن مَالِكٍ" فقالوا: غفر اللَّه لماعز بن مالك، فقال: "لَقَدْ تَابَ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ عَلَى أُمَّةٍ لَوَسِعَتْها"
أخرجه مسلم عن أبي كريب (?). والنسائي عن إبراهيم بن يعقوب، كلاهما عن يحيى بن يعلي (?).
فوقع لنا بدلا عاليا.
وأما حكم الصحابة ففيه حديث عمر: قد رجم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورجمنا