قوله: (قالوا حكمي على الواحد حكمي على الجماعة).
هذا قد اشتهر في كلام الفقهاء والأصوليين، ولم نره في كتب الحديث.
قال ابن كثير: لم أر له سندًا قط، وسألت شيخنا الحافظ المزي وشيخنا الحافظ الذهبي عنه مرارًا فلم يعرفاه. وكذا قال السبكي: إنه سأل الذهبي عنه فلم يعرفه.
وقد جاء ما يؤدي معناه، وذلك فيما أخبرني الشيخ أبو عبد اللَّه بن قوام رحمه اللَّه أنا أبو الحسن بن هلال أنا أبو إسحاق بن البرهان أنا أبو الحسن الطوسي أنا هبة اللَّه بن سهل أنا سعيد بن محمد أنا زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد أنا أحمد بن أبي بكر أنا مالك عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة رضي اللَّه عنها قالت: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في نسوة نبايعه على أن لا نشرك باللَّه شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، فقال لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -: "فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ" فقلنا: اللَّه ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول اللَّه على ذلك قال: "إِنِّي لَا أُصَافُح النِّسَاءَ، وإِنَّما قَوْلِي لِمَائَةِ امْرَأةٍ كَقَوْلِي أَوْ مِثْلَ قَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةً" (?).
هذا حديث صحيح، أخرجه ابن حبان عن عمر بن سعيد بن سنان عن أحمد بن أبي بكر (?). فوقع لنا بدلا عاليا. وأخرجه النسائي من رواية ابن القاسم عن مالك (?)، فوقع لنا عاليا. وأخرجه أحمد والترمذي وابن