خالف الزهري فرواه عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن مسعود. أخرجه أحمد وأبو يعلى (?). ولولا هذا الاختلاف لكان الحديث على شرط الصحيح. وقد راجعت المختصر الكبير فوجدت لفظه فيه: وقول أبي بكر الأئمة من قريش، فخص الحديث برواية أبي بكر، وعلى ذلك شرحه جماعة منهم السبكي، فقال: وقد احتج أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه على الأنصار بقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الأئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ" ووافقه على ذلك جميع الصحابة انتهى كلامه.
وليس هذا اللفظ موجودًا في كتب الحديث عن أبي بكر رضي اللَّه عنه، وإنما في الصحيحين وغيرهما في قصة السقيفة قول أبي بكر: إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش (?). نعم أخرج أحمد بسند رجاله ثقات لكن فيه انقطاع أن أبا بكر قال لسعد يعني ابن عبادة: لقد علمت يا سعد أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لقريش: "أَنْتُمْ وُلَّاةٌ هَذَا الَأمْرِ" (?). فلعل هذا مستند من عزا لأبي بكر فذكره بالمعنى.
آخر المجلس السابع والستون بعد المائتين من الأمالي وهو السابع عشر بعد المائة من تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب.