الأشجعي ذكره ابن منده في الصحابة، فقال: له ذكر في حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، يعني هذا. وتعقبه أبو نعيم بأنه ليس فيه ما يدل على صحبته.
قلت: بل ولا على إدراكه، وكلامه هذا وقع مثله لغيره. فأخرج ابن أبي شيبة من طريق الشعبي قال: كان أصحاب عبد اللَّه يعني ابن مسعود يقولون: ماذا يصنع أبو هريرة بالمهراس (?). وأخرج البيهقي من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة حديث الباب، وفيه قال سليمان: قال إبراهيم يعني النخعي: كان أصحاب عبد اللَّه فذكر نحو قول الشعبي (?). والمهراس بكسر الميم وسكون الهاء وآخره مهملة. وذكر أبو عبيد في الغريب عن الأصمعي: هو حجر منقور مستطيل عظيم كالحوض لا يقدر أحد على تحريكه انتهى. وقد وقع لابن عمر نحو ما وقع لأبي هريرة.
أخبرني العماد أبو بكر بن العز الصالحين بها أنا محمد بن أبي الهيجاء إجازة إن لم يكن سماعا أنا الحافظ أبو علي البكري أنا أبو روح البزاز أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعد النيسابوري أنا أبو طاهر الخزيمي أنا جدي أنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي ثنا ابن لهيعة وجابر بن إسماعيل قالا: ثنا عقيل عن ابن شهاب عن سالم بني عبد اللَّه بن عمر عن أبيه رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَاحِهِ فَلا يُدخِلْ يَدَهُ الإِنَاءَ حَتَّى يَغْسِلَها ثَلاثًا، فَإنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْري أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ أَوْ أَيْنَ طَافَتْ يَدُهُ" فقال له رجل: أرأيت إن كان حوضا؟ قال: فحصبه ابن عمر وقال: أقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وتقول: أرأيت إن كان حوضًا؟ (?).