فبيناهم على ذلك إذ أقبل عقبة بن عامر، فقال له مسلمة: أتسمع ما يقول عبد اللَّه؟ فقال: هو أعلم بما يقول، أما أنا فسمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لَا تَزَالُ طَائِفةٌ مِنْ أُمَّتي ظَاهرينَ عَلَى الْحَقِّ قَاهِرينَ لِعَدُوِّهِمْ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
وفي رواية أحمد بن عبد الرحمن "حَتَّى يَأْتي أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلكِ" فقال عبد اللَّه بن عمرو: أجل ثم يبعث اللَّه ريحا ريحها ريح المسك ومسها مس الحرير لا تترك نفسا فيها مثقال حبة من إيمان إلا قبضته فيبقى شرار الناس، فعليهم تقوم الساعة".
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم عن أحمد بن عبد الرحمن (?)، فوافتناه بعلو، ووقع بدلا في الرواية الأخرى.
وحديث عبد اللَّه بن عمرو وهذا وإن كان موقوفًا لكن له شواهد مرفوعة.
منها في حديث أنس "ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرارِ النَّاس" (?) ولمسلم من وجه آخر عن أنس "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ" (?) وهذا كله لا يثبت المراد من خصوص دعوى الإِرتداد واللَّه أعلم.
آخر المجلس الرابع التسعين بعد المائة من الأمالي وهو الرابع والأربعون من تخريج أحاديث المختصر.