يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرِّجل
فعثرته بالقول تودي برأسه ... وعثرته بالرِّجل تبرا على مهل
• وابن مسعودٍ - رضي الله عنه - يكرِّر هذا المعنى في مواعظ أخرى له، فيقول لرجلٍ طلب وصيته (?):
«ليسعك ببتك، واكفف لسانك، وابك على ذكر خطيئتك».
وقال مرَّةً: «إيَّاكم وفضول القول، فبحسب المرء من الكلام ما بلغ من حاجته» (?).
وهذه الجملة الأخيرة: «إيَّاكم وفضول القول» تأخذ معنًى أبعد في الوصية بحفظ اللِّسان عمَّا لا يعني؛ فإنَّ الترجمة تفيد أنَّ من اعتاد الكلام فيما لا يعني، قسا قلبه، ولم يأمن الزَّلَّة والخوض فيما يضرُّه.
وكلُّ هذا يدخل تحت تلك الجملة النبويَّة المحكمة: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) (?).
ولقد أحسن ابن السَّمَّاك الواعظ حين قال عن اللسان: «سبعك بين لحييك -يعني: اللسان -تأكل به كلَّ من مرَّ عليك، قد آذيت أهل الدُّور في الدُّور، حتى تعاطيت أهل القبور، فما ترثي لهم وقد جرى البلى عليهم! وأنت ها هنا تنبشهم، إنَّما نرى نبشهم أخذ الخرق عنهم، إذا ذكرت مساويهم فقد نبشتهم، إنَّه ينبغي لك أن يدلَّك على ترك القول في أخيك ثلاث خلالٍ: أمَّا واحدةٌ، فلعلَّك أن تذكره بأمرٍ هو فيك، فما