للمشورة، وليحذر ممَّن يحمل الصفة المضادَّة للأمر الذي يستشار فيه؛ لأنَّ النتيجة معروفةٌ مسبقًا!

فمن استشار البخيل في البذل، فلن يشير عليه إلا بالإمساك، ومن استشار جبانًا في المضيِّ إلى القتال، فلن يشير عليه إلا بالبقاء والترهيب من الموت الذي لا يتقدَّم أجله ولا يتأخَّر!

وهكذا الأمر في شأن الشابِّ مع الجارية؛ فالمظنَّة هي الوقوع في المحذور.

ولهذا؛ فإنَّ من كمال عقل الإنسان أن يستشير، وأن يكون المستشار أهلًا للاستشارة، بحيث يكون معروفًا بالحكمة والعقل، والخبرة بالشيء الذي يستشار فيه، كما قال لقمان الحكيم لابنه: شاور من جرَّب الأمور؛ فإنَّه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء، وأنت تأخذه مجانًا (?).

وقال بعض الحكماء: من استشار، فإنَّه يضيف إلى رأيه آراء العقلاء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذُّ ربَّما زلّ، والعقل الفرد ربَّما ضلّ، وقد قيل: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار (?).

أمَّا الصحابيُّ الثاني الذي نقف مع ما وقفنا عليه من مواعظه، فهو من الذين استجابوا لله وللرَّسول من بعد ما أصابهم القرح (?)، وكان معدودًا في أنجاد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?)، وكان من السَّابقين إلى الإسلام، هو ابن عمَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنَّه الزُّبير بن العوَّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزَّى بن قصيٍّ، أبو عبد الله الأسديُّ، يلتقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015