من مواعظ طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -

والزبير بن العوام - رضي الله عنه -

إنَّهما من أكابر الصحابة - رضي الله عنهم -، وممَّن بشِّر بالجنة وهم أحياءٌ، مات النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهما راضٍ، وأدخلهما الفاروق - رضي الله عنه - في مجلس الشورى السُّداسيِّ حين حضرته الوفاة.

أمَّا الأول منهم، فهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرٍو التَّيميُّ، أبو محمدٍ، الذي سطَّر التاريخ مناقبه بأحرفٍ من نورٍ، أليس هو الذي جعل ظهره وقايةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ؟ حتى صار ظهره كظهر القنفذ من كثرة ما وقع عليه من سهامٍ - رضي الله عنه -، وكانت يده شلَّاء ممَّا وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ؛ ولذلك قال عنه - صلى الله عليه وسلم -: (أوجب طلحة) (?)؛ أي: وجبت له الجنة، وكان أبو بكرٍ - رضي الله عنه - إذا ذكر يوم أحدٍ قال: «ذاك كلُّه يوم طلحة»، وشهد بقية المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقتل - رضي الله عنه - سنة ستٍّ وثلاثين، وهو ابن أربعٍ وستِّين سنةً (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015