صحيح مسلمٍ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتنب الكبائر» (?).

وفي سياق الثناء على أهل الجنة قال تعالى: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد: 22]، قال ابن عبَّاس - رضي الله عنه - في بيان معناها-: يدفعون بالصالح من العمل السيِّئ من العمل، علَّق الإمام البغويُّ على كلمة ابن عباس هذه، فقال: «وهو معنى قوله: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}» (?).

وقال الحسن البصريُّ: (استعينوا على السيِّئات القديمات، بالحسنات الحديثات، وإنَّكم لن تجدوا شيئًا أذهب بسيئةٍ قديمةٍ من حسنةٍ حديثةٍ، وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (?).

ولعلَّ قصة توبة القاتل الذي قتل تسعةً وتسعين نفسًا نموذجٌ تطبيقيُّ لهذا، فإنَّه لمَّا قتل وتاب، بادر إلى مُفارقة مكان السُّوء وقرية السُّوء، فأخذته ملائكة الرحمة؛ لأنَّه جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى الله (?).

فالي كلِّ من أسرف على نفسه، وقنَّطه الشيطان من رحمه ربِّه: لا تيأسنَّ ولا تقنطنَّ، فهذا رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فلمَّا صحَّت توبته، رحمه ربُّه ومولاه، مع أنَّه لم يعمل خيرًا قطُّ من أعمال الجوارح، سوى هجرته من بلد السُّوء إلى بلد الخير، أفلا تحرِّك فيك هذه القصة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015